في الشهر الأول من حياة الطفل يقضي المولود الجديد معظم الوقت نائماً، فيما عدا فترات الرضاعة والحمام، ويبقى الطفل نائماً باسترخاء إذا لم يكن جائعاً أو أحس بمغص وانتفاخات نتيجة غازات بالبطن عقب تناوله الرضعات، ولا سيما لو كانت رضاعته صناعية وليست رضاعة طبيعية من ثدي أمه.
الطفل في الشهر الأول أثناء نومه لا يفرق بين الليل والنهار، فهو في عالم جديد عليه، وما زال في مرحلة استغراب.
معلومة هامة لك عزيزتي الأم، وهي أن نوم الطفل عامل هام وضروري جداً لنمو الطفل..
بعد الشهر الأول من مولد الطفل تقل عدد ساعات نومه تدريجياً حتى يصبح منتظما، فحوالي الشهر السادس بإمكان الطفل أن ينام ساعات طويلة في الليل ومرتين أثناء النهار مرة صباحاً وأخرى عصراً هذا يتم إذا عودته أمه على ذلك.
علينا أن نتذكر أن الأطفال يختلفون في عدد ساعات النوم التي يحتاجون إليها؛ فمنهم من يحتاج إلى النوم أكثر من غيره، ولكن معدل نوم الطفل في الشهور الستة الأولى ما بين 14-16 ساعة على الأقل، ومن عمر 6 شهور إلى سنة (من 6-12 شهر) يكون المعدل من 12-14 ساعة، وبعد السنة الأولى وبالتحديد من سنة إلى ثلاث سنوات (من 1-3 سنوات) يكون معدل نوم الطفل حوالي 10 ساعات من (10-12) ساعة تقريباً..
للأم دور هام وعامل ضروري في تأمين الراحة لطفلها الغالي وبيدها تكون مسؤولية تعويد طفلها على تنظيم مواعيد نومه.
ماذا تفعلين لتوقيت نوم الطفل؟
هناك تساؤلات كثيرة يجب أن نوضحها لكل أم يهمها هذا الموضوع.. وللإجابة عن هذا السؤال السابق لنا أن نسأل:
أين ينام الطفل؟
يحتاج الطفل إلى سرير خاص به والمهم أن يتعود على النوم منفرداً لأن نومه مع أمه عادة سيئة قد تضر بالطفل وتؤذيه؛ فالأم المتعبة التي ترضع ليلاً قد تغفو أثناء رضاعة طفلها في حالة ما إذا كان الطفل والأم ينامان في نفس السرير، ويمكن أن تنام على طفلها وتؤثر على تنفسه؛ مما يؤدي إلى اختناق الطفل دون أن تشعر، وقد وجدنا عدداً لا بأس به من هذه الحالات، وتوجد إحصاءات خاصة بهذا الشأن. ولكن يجب أن تضعي السرير الخاص بطفلك بجوار سريرك في الأشهر الأولى.
المواصفات الخاصة بفراش الطفل:
1- أن يكون الفراش من القطن وليس من الأسفنج.
2- أن يوضع الفراش على قاعدة صلبة ومسطحة.
3- أن تكون الملاءات (الشراشف) واسعة، ويجب أن أنبه إلى أنه يجب إدخالها تحت الفراش بحيث تكون مفرودة تماماً على السرير، حتى إذا تحرك الطفل لا ينزع الملاءة فتغطي وجهه وتؤثر على تنفسه، وقد تؤدي إلى اختناق الطفل لا قدر الله.
4- لا تستعملي مخدة قاسية لرأس الطفل، لأن ذلك أفضل لشكل رأس الطفل ونمو عظامه، ولا مانع من عدم استخدام المخدة تماماً؛ حيث إن بعض الأمهات يلجأن إلى هذا، أي إلى عدم استعمال المخدة ويجدن ذلك راحة لأطفالهن.
5- اجعلي حاجزاً عالياً على جانبي السرير حتى لا يتحرك الطفل ويسقط على الأرض.. حفظ الله أطفالنا من كل مكروه وسوء.
6- اجعلي غطاء الطفل مناسباً؛ فلا تجعليه خفيفاً جداً ولا ثقيلاً جداً، لأن الدفء الشديد يضايق الطفل ويضره، كما أن تعرض الطفل للبرد الشديد يصيبه بنزلات البرد لا قدر الله.
7- انتبهي أن يكون دهان السرير خالياً من مادة الرصاص، وذلك لما في هذه المادة من أضرار سامة للطفل الذي يبدأ يمص أطراف السرير ابتداء من الشهر الخامس.
متى ينام الطفل؟
إن الرضيع إذا اكتفى بكمية الحليب التي تدرها الأم فإنه من الممكن أن يحدد هو بنفسه مواعيد رضاعته، وهو ينام عادة بعد الرضاعة، فبذلك نستطيع تحديد مواعيد نومه.
· يجب أن تجشئ الأم طفلها الغالي، أي تساعده على طرد ما أخذه من هواء، سواء كانت الرضاعة طبيعية أو صناعية بأن تضع الأم رضيعها عمودياً على صدرها ورأسه على كتفها وتربت بيدها على أعلى ظهر الطفل، فيخرج الطفل ما أخذه من هواء، وقد يكون مصحوباً بقليل من الرضعة المأخوذة، ولذلك يجب وضع مريلة أعلى صدر الطفل وأسفل ذقنه حتى لا يلوث ملابسه، ويجب أن تساعد الأم طفلها على مسح وغسل ما خرج مع الهواء من حليب فيرتاح طفلها من خروج الهواء من معدته ويبقى طفلها نظيفاً فيقدم على نوم عميق.
لوحظ أن الطفل في الشهر الأول ينام نوماً طويلا بعد أخذ الحمام.. فإن أردت عزيزتي الأم توفير الراحة لك ولرضيعك وذلك بتحديد مواعيد نومه؛ فاسعي بأن تكون مواعيد الرضاعة والحمام ثابتة بحيث ترضعينه وتحممينه أي تعطيه حمامه في الأوقات نفسها.
وضع الطفل أثناء النوم:
العادة السائدة عند الأمهات وضع الطفل على ظهره عند النوم وهي عادة غير مستحبة وذلك لسببين:
أولاً: إذا تقيأ الطفل أثناء نومه وهو مستلق على ظهره فقد يسد القيء أو بعضه مجرى التنفس، وذلك لعدم إتمام عملية القيء ورجوع جزء منه إلى المسلك التنفسي؛ مما يعرض الطفل لصعوبة شديدة في التنفس وقد يؤدي إلى اختناقه لا قدر الله.
ثانياً: أما من الناحية الجمالية فإذا ما وضع دائماً على ظهره فقد يؤدي بنتوءات وتشوهات بسيطة برأس الطفل التي ما زالت رخوة وقابلة للتشكل، ونحن في غنى عن هذه التشوهات حتى ولو كانت بسيطة؛ حيث إننا نستطيع تفاديها بما يلي:
وضع الطفل تارة على جنبه الأيمن وتارة على جنبه الأيسر، وهذا الوضع آمن لأن الطفل إذا حدث وتقيأ فإنه من السهل أن يخرج القيء من فمه إلى الخارج، وكما أن هذا الوضع مريح للطفل أكثر لأنه يساعده على التقلب كثيراً، وهذا يجعل نوم الطفل ممتعاً له ولكنه قد ينقلب ليصبح نائماً على ظهره، ولكن في هذه الحالة إذا استطعت أن تحركي طفلك الغالي بلطف وأن تعيده إلى وضعه الأول وهو إما أن يكون على جانبه الأيمن أو على جانبه الأيسر فهذا أفضل.
ملحوظات هامة:
عزيزتي الأم.. من عادتنا السائدة حمل الطفل باستمرار وهدهدته حتى ينام.. وحمل الطفل عادة حسنة وذلك لحاجته إلى قسط وفير من الدفء والحنان فيعطيه ذلك شعوراً بالاطمئنان والعطف والحنان، ولكننا أسأنا استعمال هذه العادة فأخذنا نحمل الطفل طوال النهار ونهدهده حتى ينام، وقد وصل الحال بالأمهات إلى إحضار مراجيح لهدهدة الطفل وذلك لتعبهن من حمله، فبذلك بعُد وافتقد حنان الأم الذي استبدل بهدهدة المراجيح.. فأقول لك عزيزتي الأم بكل صراحة: خير الأمور دائماً الوسط؛ فلا تبالغي في هدهدة الطفل، فلا يكون طول النهار حملاً وهدهدة، فأين دورك نحو بقية أفراد الأسرة؟ وأين دورك نحو زوجك؟ وأين الوقت الذي تهتمين به بنفسك وبجمالك؟! ولكن لا بأس في هدهدته قليلاً قبل وضعه في السرير، أو تطبطبي بلطف على جسده بعد وضعه في سريره.. مرة ثانية لا تسرفي في هدهدة الطفل حتى لا تستبدلي ذلك بالأرجوحة فيفقد كل الحنان منك!!
يجب أن يكون البيت هادئاً نوعاً ما لراحة الطفل، وهذا لا يعني إغلاق الراديو أو التلفزيون والكلام بهمس، ولكن يجب أن يتعود الطفل سماع الأصوات المختلفة التي تحدث في البيت، فكما قلنا سابقاً خير الأمور الوسط دائماً..
[b][i]