كثيرا ما تشكى الأم من بكاء طفلها ولا تجد لدى الطبيب الإجابة الشافية عندما يؤكد لها أنه ما دام لا يحتاج إلى تغيير الحفاضة وحصل على وجبته كاملة ولا يعانى أى مغص أو تعب، فلا عليكِ إلا تركه يبكى فى سريره كى لا يعتاد الحمل ويرهقك فيما بعد.
ولكن الدراسات النفسية الحديثة أكدت النقيض تماما، حيث أكدت دكتورة إيناس عبد المنعم أستاذ علم النفس الإكلينيكى بجامعة عين شمس أن الطفل يحتاج إلى حضن أمه منذ اللحظة الأولى لولادته وكثيرا ما يكون بكائه بحثا عن الأمان الذى لا يجده إلا فى حضن أمه الذى يميزه برائحتها ونفسها وصوتها.
كما أكدت الدراسات أن الطفل الذى يظل فى حضن أمه باستمرار يتمتع بصحة أفضل ومناعة أقوى من الطفل الذى تربى على يد خادمة ولا تحن أمه عليه بحضنها إلا مرات معدودة خلال اليوم، خشية أن يعتاد الحمل كما نصحها طبيب الأطفال الذى لا يهتم إلا بالصحة البدنية فقط ولا يلتفت إلى حاجات الطفل النفسية.
كما أكدت دكتورة إيناس أن الطفل الذى يلتحق بالحضانة فى شهوره الأولى أو يترك مع مربية غير أمه تتسم طباعه بالحدة والعدوانية لافتقاده الشعور بالأمان، إضافة إلى بعض المشاكل النفسية الأخرى التى تتمثل فى السرقة فالطفل فى هذه السن لا يدرك معنى السرقة وإنما هو يبحث عن الأمان بامتلاك الأشياء وإن لم يكن بحاجة إليها.
ولا يجدر بالأم أن تظن أن الجدة أو العمة بإمكانها أن تعوض الطفل وجودها، بل على العكس ستتحول الأم فى عقل ابنها الباطن إلى أم سيئة وتلك الجدة تصير هى الأم الجيدة البديلة، ورغم ذلك يظل بداخل الطفل شعور بالحرمان، ويشب إنسانا جاحدا رافضا والديه وغير متقبل منهما نصيحة أو تدخل فى حياته، عقابا لهما على تركه فى طفولته، وربما يسعى إلى كل تصرف يسبب لهم الإزعاج دون وعى مباشر منه لسبب تلك التصرفات.
لذلك تنصح دكتورة إيناس الأم التى ترضع ابنها صناعيا أن تعطيه الببرونة وهى محتضنة له تماما وكأنه يرضع منها، ولا تحاول أبدا إعطاءها له فى سريره مثلا.
وإذا كانت امرأة عاملة وتتركه ساعات طويلة عليها بإعطائه الببرونة باحتضانه جيدا صباحا قبل نزولها إلى العمل حتى وإن كان نائما، ثم تهتم بإعطائها له طوال فترات تواجدها بالمنزل ولا تبخل عليه بحضن من وقت لآخر لتعويض فترات غيابها
تحياتى[b]